الصباح أساسي في حياتي، فلا قيمة ليومي كله دونه، أتموقع خلف دفته في مكتبي المنزلي، بين أكوام الكتب، وبراد الشاي (الكبير)، وسجائري، لا أجيد الكتابة على الأوراق، فقد نهبتني (لوحة المفاتيح) وصرت كَلّاً في الكتابة على غير الحاسوب، فور جلوسي تتنازعني رغائب شتى، أولها قراءة سريعة لصحيفتي، فإن لم أجد مزاجي مستعدا للبحث عرجت على كتابة المقالة، وإن لم تشتعل الفكرة، عرجت على صفحات الأصدقاء في مواقع التواصل، أما القراءة فصارت مشتتة مؤخرا، قراءة إجبارية لما أعمل عليه من أبحاث بعضها يطويه التسويف والتأجيل، والقليل منها يتقدم في ظل ضغط العمل بين مؤسستين كثيرة الحراك، جامعتي وأدبي الطائف، غير عضوياتي في مؤسسات أخرى، تتطلب مني رؤى وأفكارا، واطلاعا مستمرا على ما لديها وما يتوجب عليّ فعله. سعادتي لا توصف بما أنجزه، وأكثر ما يؤرقني ضيق الوقت، الذي أثّر على قراءاتي، وأثر عميقا على أسرتي وأصدقائي وعلاقاتي الاجتماعية المختلفة، وزخات العتب المهذب التي أسمعها من الجميع، ولا أملك سوى اسطوانتي المشروخة، (والله مشغول جدا)، وشعور بالذنب لا يتوانى في جوب ضميري، لكن بلاسم المبررات بأهمية وحتمية ما أعمله تخففه، فأنهمك في عالمي من جديد. في وقت الظهر أجلس مع أسرتي، وغالبا لا يكون جلوسي جميلا، فالكثير من الأفكار تتوارد في ذهني عما فعلت، وما أنوي فعله، ويضيقون بي ذرعا حين تمتد يدي إلى جوالي، إلى درجة اللوم، فأصبح جل كلامنا عن (متى بتفضى لنا)، و(بإذن الله بس أنتهي من كذا) لتظهر (كذيات شتى) تحيي سؤالهم، ثم بعد الشاي إن داعبني النعاس غفوت قليلا، وإن لم يكن عدت إلى مكتبي لأستكمل أعمالي.
هاجس القراءة يراودني باستمرار، وأشعر برغبة ملحة إليها، لكن التسويف يطويه، فأغرق في مشاغلي، بين أوراق طلابي، ومشروعات إدارة الشؤون الثقافية بالجامعة، أو برامج النادي المختلفة، إلى صلاة المغرب، أحيانا أعود للجلوس مع الأسرة، أما الخروج في النزهات فقد (غسلوا أيديهم) من رجل يراكم على رأسه الأعباء والأعمال، أعود بعد العشاء إلى مكتبي، أراجع ما كتبته في البحث أو المقالة أو المشاريع والأفكار أو الكتابة الإبداعية (النادرة)، وأرسل ما يحتاج إلى إرسال عبر الإيميل، وأحمل ما أحتاج إليه في عملي على (ذاكرة إلكترونية).
في العاشرة والنصف أتناول عشائي وبراد الشاي، ثم أهيئ أشيائي التي أحتاجها ليوم العمل، لا أحب السهر مطلقا، وغالبا لا أتجاوز الثانية عشرة، لأصحو مبكرا ليومي الجديد، المهم أني أمارس كل هذه الأدوار (بحب) لما أفعله، رغم إحساسي بالذنب من تقصيري فمن يهيئون لي سبل الراحة، لكني أحاول جاهدا تعويضهم.
* شاعر سعودي
هاجس القراءة يراودني باستمرار، وأشعر برغبة ملحة إليها، لكن التسويف يطويه، فأغرق في مشاغلي، بين أوراق طلابي، ومشروعات إدارة الشؤون الثقافية بالجامعة، أو برامج النادي المختلفة، إلى صلاة المغرب، أحيانا أعود للجلوس مع الأسرة، أما الخروج في النزهات فقد (غسلوا أيديهم) من رجل يراكم على رأسه الأعباء والأعمال، أعود بعد العشاء إلى مكتبي، أراجع ما كتبته في البحث أو المقالة أو المشاريع والأفكار أو الكتابة الإبداعية (النادرة)، وأرسل ما يحتاج إلى إرسال عبر الإيميل، وأحمل ما أحتاج إليه في عملي على (ذاكرة إلكترونية).
في العاشرة والنصف أتناول عشائي وبراد الشاي، ثم أهيئ أشيائي التي أحتاجها ليوم العمل، لا أحب السهر مطلقا، وغالبا لا أتجاوز الثانية عشرة، لأصحو مبكرا ليومي الجديد، المهم أني أمارس كل هذه الأدوار (بحب) لما أفعله، رغم إحساسي بالذنب من تقصيري فمن يهيئون لي سبل الراحة، لكني أحاول جاهدا تعويضهم.
* شاعر سعودي